الإيمان لأنه بذلك
يكون قد حقق ما قد أريد منه وأنيط به. قال تعالى : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا
تُبْصِرُونَ) .
وخطاب القرآن ليس
مقصورا على العرب الأميين ، ولا هو بمقصور على أبناء القرن العشرين ، ولكنه عام
مطلق لكل عصر ، ولكل مكان فليس من المعقول ، وليس من المقصور أن يظل تفكير الإنسان
ثابتا على نسق واحد في جميع العصور.
ولكن التفكير
العصري شيء وإقرار النظريات العلمية المتجددة شيء آخر ، ونحن مطالبون بأن نفهم
القرآن الكريم في عصرنا كما كان يفهمه العرب الذين حضروا الدعوة المحمدية ، لو
أنهم عرفوا ما عرفناه ، وتعلموا ما تعلمناه نحن .
ونحن اليوم نستفيد
من الاكتشافات العلمية ، والمستحدثات الحضارية التي أربت على كل تصور ، وبلغ العلم
مراحل خطيرة من التفوق والنفاذ إلى ما لم يخطر قبل ذلك على قلب بشر ، ولم يتوقف
عند حد إنما لا يزال المتوقع والمأمول أن المستقبل فيه الأكثر والأكثر من
المغريات.
ولا أحد ينكر
إفادتنا من آراء المفكرين ، والعلماء النظريين والتجريبيين إفادات وإدراكات نافعة
في التأمل والنظر دون الإيمان بصحة كل خبر ، وصدق كل نظرية ، وصواب كل رأي.
ومطلوب منا في آن
واحد أن نؤمن بآيات الله المنزلة ، لقوله تعالى : (أَفَلا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) كذلك فالأمر بتدبر آياته الكونية واجب
__________________