توازن الكرة الأرضيّة
لما كانت الكرة الأرضية تدور في الفضاء ، ولما كنا نحن قائمون عليها فالصحيح أن نقول إننا معلّقون من أرجلنا ، ملقون على رءوسنا.
وزيادة في الإيضاح فلو تصورنا الأرض وهي كروية الشكل ومعلقة في الفضاء وأهلها على سطحها في مختلف أرجائها فمعنى ذلك أن وضع الناس في متباين الأمكنة سيكون غريبا بالنسبة للبعض الآخر ومعنى هذا أن سكان الولايات المتحدة الأمريكية مثلا سيكونون تحت سكان أهالي الهند ، وسكان الهند سيكونون تحت أقدام سكان أمريكا.
وإذا سأل سائل : لما ذا لا نتأثر نحن سكان الأرض بدورانها؟؟!! والجواب أن الأرض تدور بسرعة تقرب من ألف ميل في الساعة الواحدة وما نحن على سطحها إلا مثل حصاة موضوعة على محيط عجلة تدور بسرعة مذهلة ، توشك أن تقذف بها في الفضاء ، لكن الأرض لا تقذفنا بعيدا عنها بل تجذبنا إليها بقوة الجاذبية الأرضية.
خلق الله سبحانه وتعالى الأرض بل جميع المخلوقات بنظام متقن دقيق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، لأنه صنع الذي أتقن كل شيء صنعه فجل شأنه وتعالت قدرته.
والأرض بتكوينها الجيولوجي والفيزيائي والطبوغرافي تناسب حياة المخلوقات عليها ، ولو أن عنصر كل أبعاضها أو أجزائها على حده