من جرائه ترجف
الأرض ، وتنهار الجبال ، وتندك الأعلام ، فتصبح هباء منبثا. وهذه الأحداث تكون يوم
القيامة الكبرى.
قال تعالى : (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ
وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً) .
والكثيب المهيل هو
الرمل السائل. قال ابن كثير في تفسيره : «أي تصير الجبال ككثبان الرمل بعد ما كانت
حجارة صماء ، ثم إنها تنسف نسفا فلا يبقى منها شيء إلا ذهب حيث تصير الأرض وتصبح
قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا أي واديا ، ولا أمتا أي رابية ، أي لا شيء ينخفض ،
ولا شيء يرتفع ، ثم قال تعالى مخاطبا لكفار قريش والمراد سائر الناس (إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً
شاهِداً عَلَيْكُمْ)» .
يقول الزمخشري رضي
الله عنه : الرجفة : الزلزلة الشديدة ، والكثيب الرمل المجتمع من كثب الشيء إذا
جمعه ، كأنه فعيل بمعنى مفعول في أصله ، ومنه الكثبة من اللبن .
هذه الجبال
الرواسي ، والأعلام الراسخة سينسفها الله سبحانه وتعالى يوم القيامة نسفا فتتطاير
في الهواء هنا وهناك فليس لها يومئذ وزن ولا ثبات ، ولا تقوم لها قائمة.
__________________