وفي قوله تعالى : (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) أي صنعهم وأحكمهم (١).
يقول الفخر الرازي : قضاء الشيء إنما هو إتمامه والفراغ منه ، والضمير في قوله (فَقَضاهُنَ) يجوز أن يرجع إلى السماء على المعنى كما قال (طائِعِينَ) ونحوه (أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) ويجوز أن يكون ضميرا مبهما مفسرا بسبع سماوات والفرق بين النصبين أن أحدهما على الحال ، والثاني على التمييز (٢).
وفي قوله تعالى : (وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها) أي جعل في كل سماء ملائكة (٣).
يقول الأستاذ محمد اسماعيل إبراهيم :
«يقول العلم إن المقصود بكلمة الدخان في الآية الكريمة وهو السحب الكونية ، أو المجرات التي نشأت فيها السماء والأرض ، والسموات السبع التي ورد ذكرها في كثير من الآيات هي على أرجح الأقوال الكواكب السبع السيارة المعروفة ، وأن اليومين المذكورين في الآية هما في رأي علماء الجيولوجيا الزمنين اللذين استغرق كل منهما ملايين السنين لتكوين هذه السموات ، وأحد هذين الزمنين انقضى وقت أن كانت الأرض مرتوقة أي متصلة بالسديم ، والآخر بعد أن انفتقت الأرض أي انفصلت عن السديم» (٤).
__________________
(١) القرطبي (١٥ / ٣٤٥) والبحر المحيط لأبي حيان (٧ / ٤٨٨).
(٢) راجع التفسير الكبير للفخر الرازي (٢٧ / ١٠٨) بتصرف.
(٣) على ما ورد في تفسير الطبري (٢٤ / ٦٤).
(٤) انظر كتابه «القرآن وإعجازه العلمي» ص ٥٩ ط. دار الفكر العربي.