نشكوا إلى الله من العدوان |
|
فعال قوم في الردى عميان |
قد تركوا معالم القرآن |
|
وأظهروا الكفر مع الطغيان |
فقاتل قتالا شديدا حتى قتل.
ثم خرج من بعده عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، فحمل وهو يقول :
إن تنكروني فأنا ابن جعفر |
|
شهيد صدق في الجنان أزهر |
يطير فيها بجناح أخضر |
|
كفى بهذا شرفا في معشر |
فقاتل حتى قتل ، قيل : قتله عبد الله بن قطبة.
ثمّ خرج من بعده عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب في بعض الروايات ، وفي بعض الروايات : القاسم بن الحسن وهو غلام صغير لم يبلغ الحلم ، فلما نظر إليه الحسين اعتنقه ، وجعلا يبكيان حتى غشي عليهما ، ثمّ استأذن الغلام للحرب فأبى عمّه الحسين أن يأذن له ، فلم يزل الغلام يقبّل يديه ورجليه ويسأله الإذن حتى أذن له ، فخرج ودموعه على خديه ، وهو يقول :
إن تنكروني فأنا فرع الحسن |
|
سبط النبي المصطفى والمؤتمن |
هذا حسين كالأسير المرتهن |
|
بين اناس لا سقوا صوب المزن |
وحمل ، وكأنّ وجهه فلقة قمر ، وقاتل فقتل ـ على صغر سنه ـ خمسة وثلاثين رجلا.
قال حميد بن مسلم : كنت في عسكر ابن سعد ، فكنت أنظر إلى الغلام ، وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع إحداهما ، ما أنسى أنّه كان شسع اليسرى ، فقال عمرو بن سعد الأزدي : والله ، لأشدّن عليه ، فقلت : سبحان الله! ما تريد بذلك؟ فو الله ، لو ضربني ما بسطت له يدي ،