بقية مسالك الطريق ثم تابعت قراءة الأحرف بدقة وامعان فوجدت فيها أن من لم يبايع السلطان تضرب عنقه قربة لله رب العالمين لأنه يكون من المرتدين ولو كان من أعظم الأوتاد المتقين هذا كلّه شريطة أن يكون هذا القدر من قضاء العدل كافيا لاطفاء حقد الحاقدين وإلا فمن حق المتهم بعد موته أن يودع في زنزانة الكفر والنفاق وان تستباح عرسه ليلة قتله لسيف المسلمين تحكيما لاركان رسالة سيد المرسلين صلىاللهعليهوآله ، لأن الممتنع من البيعة أصبح من المفسدين في الأرض المحاربين لله تعالى والخلق أجمعين حتى وقفت متحيرا ، فقلت أين هذا من بيعة حق بعد نص على رءوس الاشهاد تزدحم إليها الناس ثلاثة أيام متوسلين ثم يترك المتخلف عن البيعة وإن كان شاذا نادرا ، وهو يمشي ما بين صفوف الثائرين تجري عطاياه كبقية المسلمين.
ثم وجدت القلم يرسم ما حكى التاريخ من اجلال لاكابر المجرمين الذين اظهروا في الأرض الفساد وقتلوا العباد وهو يغض الطرف عن حياة المحرومين وأنين الثائرين في سجون الظالمين توجّه إليهم التهم وتنال منهم الأمم جهلا منهم متابعة لاقلام الخائنين التي جرت لارضاء الفراعنة الجبارين فعرفت أن ما بقي من قليل زاهر من حقائق الأمور في بعض سطور التأريخ كان بمشيئة الله تعالى إقامة للحجج وإتماما للبيان وإلا فتأريخ يكتب لمرضاة الحاكمين يجب أن لا يرسم الا خطى الجبارين ويلبسهم فوق ملابس الأنبياء والصالحين.
ولمّا وجد القلم الجري لرسم مزال اقدام الآخرين مع غض الطرف عن اضطراب قدم النفس في مسالك الهداة المعصومين عليهمالسلام قد يكون حيفا في محكمة الصادقين راح يرسم كيف تقيّدت محافل العلم في مواطن الاستنباط التي هي في غير ضروريات الدين والمذهب وهي الموارد التي فتح