للانسان في أبعاد
عالم شهادته وبرزخه وآخرته وإلا فجمع المرائين قد يشوّه حقيقة الصادقين.
ثم قلت في نفسي يا
عجبا أين كانت جماهير المسلمين حينما بلغتهم الدعوة ، وقد جاءوا يعاهدون الله
تعالى في بيته الحرام يظهرون له التلبية ، فكيف عن داعية الحق تخاذلوا؟ وعن منهج
الصواب حادوا حتى ارتفع سدهم المنيع فأخذهم السيل ، فابيحت نسائهم وقتلت أشرافهم
واحرقت كعبة العشاق التي كانوا يطوفون حولها بألسنتهم ، وأخذت البيعة منهم بانهم
عبيد للشياطين بدلا من عبادة رب العالمين ، في حين انهم ما كانوا يترددون في ضلالة
الشجرة الملعونة وان كانوا من قبل ذلك للأنفس خادعين وللظلمة باسم النور تابعين.
فآه آه أين طلاب
الهوى من امام المتقين وباب مدينة النبيين؟.
ثم أخذت أساير ركب
السلام انظر الى كوكبة من الابرار ليس لها على وجه الأرض من نظير يقدمها خليفة
الرحمن وامام الانس والجان ، تسير بعزم تزول منه الجبال على قلة العدد وخذلان
الناصر. فأمسكت مطيتي ، تطوف بي الأفكار أعدد القوم كرارا وتكرارا ، مخاطبا للنفس
هل بات يصدقني البصر فيما يرى؟ أم صرت من جهد متاعب السفر وطول الطريق أعيش خطأ
للحس فيما يروي حتى بلغت مرتبة الجزم واليقين بان جمع الهاشميين على كثرة العدد
اذا كان يوم العروج وزلزلت الأرض زلزالها يكون متجسدا بسبعة عشر من الفتيان ، وان
عساكر المسلمين يوم الفزع الأكبر يمثلها في الصدق ما يقل عن الستين!! فارجعت البصر
بعد دهشة المصاب كرة أخرى انظر الى الأمم وهي تمر مرّ السحاب على صفحات الدهر تروي
بصريح فعلها : (ان الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم