ذلك ، فأجابوهم
لها.
قال : ثم بعث
المختار إلى وجوه الشيعة فدعاهم ، وقال لهم : إني قد جئتكم من ولي الأمر ، ومعدن
الفضل ، وصي الوصي ، والإمام المهدي محمد بن علي بن الحنفية الرضي ، بعثني إليكم
أمينا ووزيرا وعاملا وأميرا ، وأمرني بأن اقاتل المحلّين ، وأطلب بدم ابن بنت رسول
العالمين.
فقالت له الشيعة :
يا أبا إسحاق! أنت أهل لذلك ، ولكن الشيعة قد بايعوا سليمان بن صرد وأنت تعلم أنه
شيخ الشيعة اليوم فلا تعجل في أمرك.
فسكت المختار
وأقام بالكوفة ينتظر ما يكون من أمر سليمان ، وعلم عبد الله بن الزبير أنّ المختار
صار إلى الكوفة فاتقى أن يفسد عليه البلد ، فعزل عامر بن مسعود بن أميّة عن الكوفة
وولّى عليها عبد الله بن يزيد الأنصاري ، وقدم معه إبراهيم بن محمد بن طلحة بن
عبيد الله على خراج الكوفة فجاءه رؤساء الكوفة وسلموا عليه وهنأؤه بالامارة ، فقال
لهم :
يا أهل الكوفة! ما
يبلغني عن سليمان بن صرد وأصحابه؟ فقالوا : إنه يطلب بدم الحسين بن علي عليهالسلام ، فقال الأمير : نعم ما رأى سليمان ، وأنا أسأل الله أن
يعينهم على ذلك ويقتل الفاسقين المحلّين.
ثم قاموا وخرجوا
وبقي عنده رجل من شيعة بني أميّة ، يقال له : يزيد ابن الحرث ، فقال له : أصلح
الله الأمير إنّ سليمان بن صرد يريد أن يخرج عليك فاتقه على نفسك ، فقال له : ولم
ذلك؟ قال : لأنه يطلب بدم الحسين ، فقال الأمير : الله أكبر! أنا قتلت الحسين؟ لعن
الله من قتل الحسين ، وشرك في قتله ، ومن لم تكن مصيبة الحسين دخلت عليه فليس
بمؤمن ، فندم الرجل على ما تكلّم به.