٣٩ ـ عنه عن جامع الاخبار : فى أسانيد أخطب خوارزم أورده فى كتاب له فى مقتل آل الرسول أنّ أعرابيّا جاء إلى الحسين بن على عليهالسلام فقال : يا ابن رسول الله قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن أدائه ، فقلت فى نفسى : أسأل أكرم الناس ، وما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال الحسين : يا أخا العرب أسألك عن ثلاث مسائل ، فان أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال ، وإنّ أجبت عن اثنين أعطيتك ثلثى المال ، وان أجبت عن الكلّ اعطيتك الكلّ.
فقال الاعرابىّ : يا ابن رسول الله أمثلك يسأل عن مثلى ، وأنت من أهل العلم والشرف؟ فقال الحسين عليهالسلام : بلى سمعت جدّى رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول المعروف بقدر المعرفة ، فقال الأعرابىّ : سل عما بدا لك ، فان أجبت والّا تعلّمت منك ، ولا قوّة الّا بالله.
فقال الحسين عليهالسلام أىّ الأعمال أفضل؟ فقال الأعرابىّ : الايمان بالله ، فقال الحسين عليهالسلام : فما النجاة من المهلكة؟ فقال الاعرابىّ : الثقة بالله ، فقال الحسين عليهالسلام : فما يزين الرجل؟ فقال الاعرابىّ : علم معه حلم ، فقال : فان أخطأه ذلك؟ فقال : مال معه مروءة ، فقال : فإن أخطأه ذلك؟ فقال : فقر معه صبر ، فقال الحسين عليهالسلام : فان أخطأه ذلك؟ فقال الأعرابىّ : فصاعقة تنزل من السماء وتحرقه فانّه أهل لذلك.
فضحك الحسين عليهالسلام ورمى بصرّة إليه فيه ألف دينار ، وأعطاه خاتمه ، فيه فصّ قيمته مائتا درهم ، وقال : يا اعرابىّ أعط الذهب إلى غرمائك ، واصرف الخاتم فى نفقتك ، فأخذ الأعرابى وقال : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) (١).
٤٠ ـ عنه : روى فى بعض مؤلفات أصحابنا عن أبى سلمة قال : حججت مع
__________________
(١) البحار : ٤٤ / ١٩٦.