تشاء فلو أمرتنا بقتل كلّ عدوّ لك وأنت بمكانك لكفيناك ذلك فجزاهم خيرا وقال لهم.
أما قرأتم كتاب الله المنزل على جدّى رسول الله صلىاللهعليهوآله فى قوله : (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ) ، فاذا أقمت فى مكانى فيهم يمتحن هذا الخلق المتعوس ، وبما ذا يختبرون ومن ذا يكون ساكن حفرتى ، وقد اختارها الله تعالى لى يوم دحا الارض وجعلها معقلا لشيعتنا ومحبّينا تقبل أعمالهم وصلواتهم ، ويجاب دعاؤهم ، وتسكن شيعتنا فتكون لهم امانا فى الدنيا وفى الآخرة ولكن تحضرون يوم السبت وهو يوم عاشورا.
فى غير هذه الرواية يوم الجمعة الذي فى آخره اقتل ، ولا يبقى بعدى مطلوب من أهلى ونسبى واخوانى وأهل بيتى ويسار رأسى الى يزيد بن معاوية ، لعنهما الله فقالت الجنّ نحن والله يا حبيب الله واين حبيبه لو لا أنّ أمرك طاعة وأنّه لا يجوز لنا مخالفتك ، لخالفناك ، وقتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك ، فقال لهم عليهالسلام : ونحن والله أقدر عليهم منكم ، ولكن ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حىّ عن بينة.
ثمّ ثار حتّى مر بالتنعيم فلقى هناك عيرا تحمل هدية ، قد بعث بها بحير بن ريسان الحميرى عامل اليمن ، الى يزيد بن معاوية ، فاخذ الهدية ، لأنّ حكم امور المسلمين إليه ، وقال لأصحاب الجمال من أحبّ أن ينطلق معنا الى العراق ، وفيناه كراه ، وأحسنا معه صحبته ، ومن يحب أن يفارقنا أعطينا كراه ، بقدر ما قطع من الطريق ، فمضى معه قوم وامتنع آخرون (١).
١٣ ـ قال أبو الفرج : قالوا : وكان مسلم قد كتب الى الحسين عليهالسلام بأخذ البيعة
__________________
(١) اللهوف : ٢٨.