إلهى أتفجع خير جميع خلقك بولده؟ إلهى أتنزل بلوى هذه الرؤية بفنائه؟
إلهى أتلبس عليا وفاطم ثوب هذه المصيبة؟ إلهى تحلّ كربة هذه المصيبة بساحتهما؟
ثمّ كان يقول : الهى ارزقنى ولدا تقرّبه عينى على الكبر ، فاذا رزقتنيه فأفتنى بحبه ، ثمّ افجعنى به كما تفجع محمّدا حبيبك بولده فرزقه الله يحيى وفجعه به وكان حمل يحيى ستة أشهر وحمل الحسين كذلك (١).
٥٨ ـ روى المجلسى عن الخرائج من تاريخ محمّد النجّار ، شيخ المحدّثين بالمدرسة المستنصرية باسناد مرفوع إلى أنس بن مالك ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : لمّا أراد الله أن يهلك قوم نوح أوحى إليه : أن شقّ ألواح الساج ، فلمّا شقّها لم يدر ما يصنع بها.
فهبط جبرئيل فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت بها مائه ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار ، فسمّر بالمسامير ، كلّها السفينة الى أن بقيت خمسة مسامير ، فضرب بيده الى مسمار ، فأشرق بيده ، وأضاء كما يضيء الكوكب الدرّي فى افق السماء فتحيّر نوح ، فأنطلق الله المسمار بلسان طلق ذلق : أنا على اسم خير الأنبياء محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله.
فهبط جبرئيل فقال له : يا جبرئيل ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله ، فقال ، هذا باسم سيد الأنبياء محمد بن عبد الله اسمره على أولها على جانب السفينة الأيمن ، ثم ضرب بيده الى مسمار ثان فأشرق وأنار فقال نوح : وما هذا المسمار؟ فقال : هذا مسمار أخيه وابن عمه سيد الاوصياء على بن أبى طالب فأسمره على جانب السفينة الأيسر فى أولها ثم بيده الى مسمار ثالث فزهر وأشرق وأنار.
__________________
(١) الاحتجاج : ٢ / ٢٧٢.