انّه يكون الّا كان كذلك.
لانّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره ففزعت وخرجت ، وذلك عند الفجر فرأيت والله المدينة كأنّها ضباب ، لا يستبين منها أثر عين ، ثمّ طلعت الشمس فرأيت كانها منكسفة ورأيت كان حيطان المدينة عليها دم ، عبيط ، فجلست وأنا باك فقلت قد قتل والله الحسين وسمعت صوتا من ناحية البيت وهو يقول :
اصبر وآل الرسول |
|
قتل الفرخ النحول |
نزل الروح الامين |
|
ببكاء وعويل .. |
ثمّ بكى بأعلى صوته وبكيت فأثبت عندى تلك الساعة وكان شهر المحرّم يوم عاشوراء لعشر مضين منه فوجدته قتل يوم ورد علينا خبره وتاريخه كذلك فحدثت هذا الحديث أولئك الذين كانوا معه فقالوا والله لقد سمعنا ما سمعت ونحن فى المعركة ولا ندرى ما هو فكنّا نرى انّه الخضر عليهالسلام (١).
١١ ـ ابن قولويه حدّثنى محمّد بن جعفر الرزّاز القرشى الكوفىّ قال : حدّثنى محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن محمّد بن سنان ، عن سعيد بن يسار ، أو غيره قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول لمّا أن هبط جبرئيل عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآله بقتل الحسين عليهالسلام أخذ بيده علىّ فخلا به مليّا من النهار فغلبتهما العبرة ، فلم يتفرّقا حتّى هبط عليه جبرئيل عليهالسلام أو قال رسول ربّ العالمين فقال لهما ربّكما يقرؤكما السّلام ويقول عزمت عليكما لما صبرتما قال فصبرا (٢).
١٢ ـ عنه حدثني أبى عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علىّ الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبى سلمة سالم بن مكرم ، عن أبى
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٣٥٥.
(٢) كامل الزيارات : ٥٥.