سورة الشمس
[فيها آية واحدة]
قوله تعالى (١) : (وَلا يَخافُ عُقْباها).
روى ابن وهب وابن القاسم ، عن مالك ، قال : أخرج إلينا مالك مصحفا لجدّه زعم أنه كتبه في أيام عثمان بن عفان ، حين كتب المصاحف ، مما فيه : ولا يخاف عقباها بالواو ، وهكذا قرأ أبو عمرو من القراء السبعة وغيره.
فإن قيل : لم يقرأ به نافع (٢) ، وقد قال مالك : السنة قراءة نافع.
قلنا : لي كل أحد من أصحابه (٣) ، ولا كل سامع يفهم (٤) عنه في قراءة نافع الهمز وحذفه ، والمد وتركه ، والتفخيم والترقيق ، والإدغام والإظهار ، في نظائر له من الخلاف في القراءات ، فدلّ على أنه أراد السنة في توسع الخلق في القراءة بهذه الوجوه من غير ارتباط إلى شيء مخصوص منها وقد بينا ذلك في تأويل قوله : «أنزل القرآن على سبعة أحرف» ، وقد ثبت عن النبىّ صلّى الله عليه وسلم أنه قال لمعاذ : لا تكن فتّانا ، اقرأ سبّح اسم ربك الأعلى ، والشمس وضحاها ، ونحوهما ، فخصهما بالذكر.
__________________
(١) آية ١٥.
(٢) في القرطبي : قراءة نافع بالفاء وهو الأجود.
(٣) في ش : الصحابة.
(٤) في ش : ولا كل تابع يقيم.