الثاني ـ عشر المحرم ، قاله الطبري.
الثالث ـ أنها العشر الأواخر من رمضان.
الرابع ـ أنها العشر التي أتمها الله لموسى عليه السلام في ميقاته معه.
المسألة الثانية ـ أما كل مكرمة فداخلة معه (١) في هذا اللفظ بالمعنى لا بمقتضى اللفظ ، لأنها نكرة في إثبات ، والنكرة في الإثبات لا تقتضي العموم ، ولا توجب الشمول ، وإنما تتعلق بالعموم مع النفي ، فهذا القول يوجب دخول ليال عشر فيه ، ولا يتعيّن المقصود منه ، فربّك أعلم بما هي ، لكن تبقى هاهنا نكتة ، وهي أن تقول : فهل من سبيل إلى تعيينها. وهي :
المسألة الثالثة ـ قلنا : نحن نعيّنها بضرب من النظر ، وهي العشر الأواخر (٢) من رمضان ، لأنا لم نر في هذه الليالى المعتبرات أفضل منها ، لا سيما وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، فلا يعادلها وقت من الزمان.
المسألة الرابعة ـ قال ابن وهب ، عن مالك : (وَلَيالٍ عَشْرٍ) ، قال : الأيام مع الليالى ، والليل (٣) قبل النهار ، وهو حساب القمر الذي وقّت الله عليه العبادات كما رتّب على حساب الشمس (٤) الذي يتقدم فيه النهار على الليل بالعادات في المعاش والأوقات.
وقد ذكر شيخ اللغة وخبرها أبو عمرو الزاهد ـ أن من العرب من يحسب النهار قبل الليل ، ويجعل الليلة لليوم الماضي ، وعلى هذا يخرج
قول عائشة في حديث إيلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه ، فلما كان صبيحة تسع وعشرين ليلة أعدّهنّ عدّا دخل علىّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، قلت : يا رسول الله ، ألم تكن آليت شهرا.
فقال : إنّ الشهر تسع وعشرون ، ولو كانت الليلة لليوم الآتي لكان قد غاب عنهن ثمانية وعشرين (٥) يوما ، وهذا التفسير بالغ طالما سقته (٦) سؤالا للعلماء باللسان ،
__________________
(١) في م ، ش : أما كل شيء نكرته فداخل في هذا.
(٢) في م : الأول.
(٣) في ا : والليالى.
(٤) في ش ، م : الشهر.
(٥) في ش ، م : قد ناب عنهن ثمانية وعشرين يوما.
(٦) في م ، ش : طالما تتبعته.