وهو كذلك بالصاد المهملة. ويقال : حديث مرسوس ـ بالسين المهملة ، أى سيق سياقة محكمة مرتّبة.
المسألة الثانية ـ قوله تعالى : (يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا) ، وقد بينا في كتاب الأمد أن المحبة هي إرادة الثواب للعبد.
المسألة الثالثة ـ في إحكام الصفوف جمال للصلاة ، وحكاية للملائكة ، وهيئة (١) للقتال ، ومنفعة في أن تحمل الصفوف على العدو كذلك.
وأما الخروج من الصف فلا يكون إلا لحاجة تعرض للإنسان ، أو في رسالة يرسلها الإمام ، ومنفعة تظهر في المقام ، كفرصة تنتهز ولا خلاف فيها ، أو يتظاهر (٢) على التبرز للمبارزة.
وفي الخروج عن الصف للمبارزة خلاف على قولين :
أحدهما ـ أنه لا بأس بذلك إرهابا للعدو ، وطلبا للشهادة ، وتحريضا على القتال.
وقال أصحابنا : لا يبرز أحد طالبا لذلك ، لأنّ فيه رياء وخروجا إلى ما نهى الله عنه من تمنّى لقاء العدو ، وإنما تكون المبارزة إذا طلبها الكافر ، كما كانت في حروب النبي صلّى الله عليه وسلم يوم بدر ، وفي غزوة خيبر ، وعليه درج السلف.
__________________
(١) في ا : وهيبة.
(٢) في ش : يظاهر. (١٤ ـ أحكام ـ ٤).