ابن الخطاب وهي عجوز كبيرة ، والناس معه ، وهو على حمار ، قال : فجنح إليها ، ووضع يده على منكبها ، وتنحّى الناس عنها (٥) ، فناجاها طويلا ، ثم انطلقت فقالوا : يا أمير المؤمنين ، حبست رجالات قريش على هذه العجوز. قال : أتدرون من هي؟ هذه خولة بنت ثعلبة ، سمع الله قولها من فوق سبع سموات ، فو الله لو قامت هكذا إلى الليل لقمت معها إلى أن تحضر صلاة ، وأنطلق لأصلى ثم أرجع إليها.
وقالت عائشة : تبارك الذي وسع سمعه كلّ شيء ، إنى لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ، ويخفى علىّ بعضه ، وهي تقول : يا رسول الله.
وفي تراجم البخاري ، عن تميم بن سلمة ، عن عروة ، عن عائشة قلت : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ، فأنزل الله عزّ وجل على النبي صلّى الله عليه وسلم : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ).
ونصّه على الاختصار ما روى أنه لما ظاهر أوس بن الصامت من امرأته خولة بنت ثعلبة قالت له : والله ما أراك إلا قد أثمت في شأنى ، لبست جدّتى ، وأفنيت شبابي ، وأكلت مالي ، حتى إذا كبرت سنّى ، ورقّ عظمى ، واحتجت إليك فارقتني.
قال : ما أكرهنى لذلك! اذهبي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فانظرى هل تجدين عنده شيئا في أمرك.
فأتت النبىّ صلّى الله عليه وسلم ، فذكرت ذلك له ، فلم تبرح حتى نزل القرآن : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها). فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : أعتق رقبة. قال : لا أجد ذلك. قال صم شهرين متتابعين. قال : لا أستطيع ذلك ؛ أنا شيخ كبير. قال: أطعم ستين مسكينا. قال : لا أجد. فأعطاه النبىّ صلّى الله عليه وسلم شعيرا ، وقال : خذ هذا فأطعمه.
وروى أيضا أنّ سعيدا أتى أبا سلمة بن صخر أحد بنى بياضة ، كان رجلا ميطا (١) فلما جاء شهر رمضان جعل امرأته عليه كأمه ، فرآها ذات ليلة في بريق القمر ، ورأى بريق خلخالها [وساقها] (٢) فأعجبته فأتاها ، وأتى النبىّ صلّى الله عليه وسلم فقصّ عليه القصة،
__________________
(١) هكذا.
(٢) ليس في ش.
(٣) من ش.