من أسلم. والدليل عليه قول عمرو بن عبسة للنبي صلى الله عليه وسلم : من اتّبعك على هذا الأمر؟ قال : حرّ وعبد. وبهذا احتج شيخ السنة أبو الحسن علىّ بن الجبائي في مجلس ابن ورقاء أمير البصرة حين ادّعى أن عليّا أوّلهم إسلاما وكانا شيعيين. وذكر أيضا أن حسّان أنشد النبي صلى الله عليه وسلم بحضرتهم (١) :
إذا تذكرت شجوا من أخى ثقة |
|
فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا |
الثاني التالي المحمود مشهده (٢) |
|
وأوّل الناس منهم (٣) صدّقه الرسلا |
فلم ينكر ذلك عليه النبىّ صلى الله عليه وسلم ، ولا قال له : إنما كان أول من صدق علىّ بن أبى طالب.
وقد روى أبو محمد عبد الله بن الجارود ، أنبأنا محمد بن حسان النيسابوري ، أنبأنا عبد الرحمن بن معدى ، عن مجالد ، عن الشعبي ، قال : سألت ابن عباس : من أول الناس إسلاما؟ قال : أبو بكر ، أو ما سمعت قول حسان :
إذا تذكرت شجوا من أخى ثقة |
|
فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا |
خير البرية أتقاها وأعدلها |
|
بعد النبىّ وأوفاها بما حملا |
الثاني التالي المحمود مشهده |
|
وأول الناس منهم صدّق الرسلا |
وهذا خبر اشتهر وانتشر ، فقال أحمد بن حنبل : حدثنا أبو معمر ، أنبأنا أبو عبد الرحمن ، عن مجالد ، عن الشعبي ، قال : قال ابن عباس : أول من صلّى أبو بكر ، ثم تمثّل بأبيات حسان ، وذكرها ثلاثة ، وقال النبىّ صلى الله عليه وسلم مبيّنا فضل أبى بكر وسبقه لعمر ابن الخطاب حين غامره : دعوا لي صاحبي ، فإنى بعثت إلى الناس كافّة ، فقالوا : كذبت ، وقال أبو بكر : صدقت ، وأسلم على يدي أبى بكر خلق كثير ، منهم الزبير ، وطلحة ، وسعد ، وعثمان ، وأهل العقبتين ، وليس في تقدمة إسلام علىّ رضى الله عنه حديث يعوّل عليه ، لا عن سلمان ، ولا عن الحسن ، ولا عن أحد.
__________________
(١) ديوانه : ٢٩٩.
(٢) في الديوان : المحمود شيمته.
(٣) في الديوان : وأول الناس طرا.