فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلا. ألا إن لكم على نسائكم حقّا ، ولهنّ عليكم حقا ، فأما حقّكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ، ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون. ألا وإنّ حقهنّ عليكم أن تحسنوا إليهنّ في كسوتهن وطعامهن.
هذا حديث حسن صحيح.
وروى عن الحارث ، عن علىّ ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر ، فقال : يوم النحر.
وروى أيضا عن ابن عباس قال : بعث النبىّ صلى الله عليه وسلم أبا بكر ، وأمره أن ينادى بهؤلاء الكلمات ، وأتبعه عليا ، فبينما أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء (١) ، فخرج أبو بكر فزعا يظنّ أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هو على ، فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمر عليا أن ينادى بهذه الكلمات ، فانطلقا وحجّا ، فقام علىّ فنادى أيام التشريق : ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك ؛ فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ، ولا يحجنّ بعد العام مشرك ، ولا يطوفنّ بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن.
وكان علىّ ينادى فإذا أعيا قام أبو بكر ينادى بها.
وروى عن زيد بن يثيع (٢) قال : سألت عليا بأى شيء بعثت في الحجة؟ قال : بعثت بأربع : ألّا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين النبي عهد فعهده إلى مدته ، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر ، ولا يدخل الجنة إلّا نفس مؤمنة ، ولا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم هذا.
قال أبو عيسى (٣) : هذا حديث حسن.
وروى أيضا ، عن سماك بن حرب ، عن أنس بن مالك ، قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة مع أبى بكر ، ثم دعاه فقال : لا ينبغي لأحد أن يبلّغ هذا إلا رجل من أهلى ، فدعا عليا ، فأعطاه إياه.
وهذا حديث غريب من حديث أنس (٤) بن مالك.
__________________
(١) في القرطبي (٩ ـ ٦٧) : العضباء.
(٢) في ل : بن أسلم.
(٣) هو الترمذي.
(٤) في ل : مالك بن أنس.