المسألة الثانية ـ روى أن رجلا من النصارى ، وكان بالمدينة ، إذا سمع المؤذّن يقول : أشهد أنّ محمدا رسول الله ، قال : حرق الكاذب ، فسقطت في بيته شرارة من نار وهو نائم ، فتعلقت النار بالبيت فأحرقته ، وأحرقت ذلك الكافر معه ؛ فكانت عبرة للخلق. والبلاء موكّل بالمنطق.
وقد كانوا يمهلون مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى يستفتحوا فلا يؤخّروا بعد ذلك.
المسألة الثالثة ـ كان النبىّ صلى الله عليه وسلم إذا غزا قوما لم يغز حتى يصبح وينظر ، فإن سمع أذانا أمسك ، وإلا أغار ؛ رواه البخاري وغيره عن أنس بن مالك.
المسألة الرابعة ـ روى الأئمة بأجمعهم عن ابن عمر أنه قال : كان المسلمون إذا قدموا المدينة يتجنّبون الصلاة فيجتمعون ، وليس ينادى بها أحد ، فتكلّموا يوما في ذلك فقال بعضهم [لبعض] : اتخذوا ناقوسا مثل النصارى. وقال بعضهم لبعض : اتخذوا قرنا مثل قرن اليهود ؛ فقال عمر : ألا تبعثون رجلا ينادى بالصلاة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بلال ؛ قم فناد بالصلاة.
وفي الموطّأ وأبى داود عن عبد الله بن زيد قال (١) : لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس ليعمل حتى يضرب به فيجتمع الناس للصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا ، فقلت له : يا عبد الله ، تبيع هذا الناقوس؟ فقال لي : ما تصنع به؟ فقلت : ندعو به للصلاة. قال : أفلا أدلّك على ما هو خير من ذلك؟ فقلت : بلى. فقال تقول : الله أكبر ، الله أكبر ... فذكر الأذان والإقامة.
فلما أصبحنا أتيت النبىّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت ، فقال : إنها لرؤيا حقّ إن شاء الله تعالى ، قم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به. ففعلت.
فلما سمع عمر الأذان خرج مسرعا ، فسأل عن ذلك ، فأخبر الخبر ، فقال : يا رسول الله ؛ والذي بعثك بالحق ، لقد رأيت مثل الذي رأى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحمد لله.
وفي ذلك أحاديث كثيرة ، وقد استوفينا الكلام على أخبار الأذان في شرح الحديث ومسائله في كتب الفروع.
__________________
(١) ابن ماجة : ٢٣٢.