قسمت فضيلة عليّ بقتل عمرو يوم الخندق بين المسلمين أجمعهم لوسعتهم» (١). وقال ابن عبّاس في قوله تعالى : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) (٢) بعليّ. والحقّ أنّ مكان عليّ في معارك الإسلام أكبر من أن تخفى وراء التّعصّب في مواقف الخصومة والملاحاة ، ولو أنّ بطولة عليّ كانت موضع شكّ لما سار الحديث عنها مسير المثل ، فكان ممّا قيل : «لا فتى إلّا علي ، ولا سيف إلّا ذو الفقار» (٣). إنّ عليّا أكثر المسلمين شدّة على مشركي قريش ، وإفجاعا لهم في
__________________
ـ يشهد يوم أحد ، فلمّا كان يوم الخندق خرج معلّما ... وأنّه نذر لا يمسّ رأسه دهنا حتّى يقتل محمّد صلىاللهعليهوآله ... وقوله «كيف يكون قتل كافر أفضل من عبادة الثّقلين» فيه نظر لأنّ قتل هذا كان فيه نصرة للدّين وخذلان الكافرين ... وقال الشّيخ المظفر في دلائل الصّدق : ٢ / ٤٠٢ : لمبارزة عليّ لعمرو أفضل من ... فكان هو السّبب في بقاء الإيمان واستمراره وهو السّبب في تمكين المؤمنين من عبادتهم إلى يوم الدّين ، لكن هذا ببركة النّبيّ الحميد ودعوته وجهاده في الدّين .... وانظر أيضا المعيار والموازنة : ٩١ ، حياة الحيوان الكبرى للدّميري : ١ / ٢٣٨ طبعة مصر عام (١٣٠٦ ه) ، المطبعة المشرفيّة ، عليّ بن أبي طالب بقيّة النّبوّة : ١٤٥ طبع مصر عام (١٣٨٦ ه) ، مطبعة السّنّة المحمّديّة ، الإمام عليّ أسد الله ورسوله : ٢٨ ، الإمام عليّ رجل الإسلام المخلّد لعبد المجيد لطفي : ٧٥ ، خاتم النّبيين لمحمّد أبو زهره : ٢ / ٩٣٨.
(١) انظر ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٣ / ٢٨٤ ، شرح إحقاق الحقّ : ٢٠ / ٦٢٦.
(٢) الأحزاب : ٢٥.
انظر ، تفسير القرطبي : ١ / ٨٤ ، مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٣٢٤ ، تفسير الدّر المنثور للسّيوطي : ٥ / ١٩٢. وكان ابن مسعود يقرأ : وكفى الله المؤمنين القتال بعليّ ، وكان الله قوّيا عزيزا. وفي ميزان الإعتدال : ٢ / ١٧ مثله. وفي شواهد التّنزيل : ٢ / ٧ ح ٦٢٩ ـ ٦٣٢ ، النّور المشعل : ١٧١ الطّبعة الأولى ، ابن عساكر في تأريخ دمشق : ٢ / ٤٢٠ الطّبعة الثّانية ح ٩٢٧ ، كفاية الطّالب : ٢٣٤ باب ٦٢ ، وانظر أيضا تهذيب التّهذيب : ٦ / ٣٤ ، شرح النّهج لابن أبي الحديد : ١٣ / ٢٨٤ ، خصائص الوحي : ٢١٩ ، تفسير الميزان : ١٦ / ٣١٤ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ١٣٤ ، الدّلائل للشّيخ المظفر : ٢ / ١٧٤ طبعة بصيرتي / قم ، ينابيع المودّة : ٩٤ طبعة بصيرتي / قم ، نور الأبصار : ٩٧.
(٣) الرّواية المشهورة هي أنّ جبرائيل عليهالسلام هو الّذي كان ينادي : لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ.