والثّالثة : الهجوم الرّادع ، وأشرنا إلى جهاد الإمام في المرحلة الأولى. ومن جهاده في المرحلة الثّانية بلاؤه يوم بدر ، وبعد أن تحدث عبد الكريم الخطيب عن هذا اليوم ، قال : «فأنت ترى كيف كان ابن أبي طالب سيفا بتّارا يضرب أئمة الكفر من قريش» (١).
وقال عن يوم أحد : «كان لعليّ يوم أحد ما كان له يوم بدر من الإطاحة برؤوس أئمة الكفر من قريش ... ومن قتلى عليّ في هذا اليوم طلحة ابن أبي طلحة صاحب راية المشركين في تلك الواقعة ، فغير منكور إذن تلك اليد الضّاربة ، وهذا السّيف لعليّ في معركة الإسلام ، وأيضا غير منكور التّراث الّتي كانت للمشركين عند عليّ ، والّتي لم يخل منها بيت من بيوت قريش» (٢).
وقال عن وقعة الأحزاب (٣) : «قال النّبيّ صلىاللهعليهوآله ، حين برز عليّ لابن ودّ يوم
__________________
(١) انظر ، كتابه «عليّ بن أبي طالب بقية النّبوّة ، وخاتم الخلافة : ١٠٨ ، وما بعدها طبعة سنة ١٩٦٧ م.
(منه قدسسره).
(٢) انظر ، كتابه «عليّ بن أبي طالب بقيّة النّبوّة ، وخاتم الخلافة : ١٢٥ ، وما بعدها طبعة سنة ١٩٦٧ م.
(منه قدسسره).
(٣) غزوة الخندق وقعت في شوال سنة خمسة من الهجرة ، وتسمى بغزوة الأحزاب ، وتأتي بعد غزوة بني النّضير كما جاء في السّيرة الحلبية بهامش السّيرة النّبويّة : ٢ / ٣٠٩ ، أمّا ابن قتيبة في معارفه : ١٦١ أنّها وقعت سنة أربع ويوم بني المصطلق ، وبني لحيان سنة خمس. ولسنا بصدد بيان سببها تفصيلا بل نشير إلى ذلك إشارة وهي :
لمّا أجلى رسول الله صلىاللهعليهوآله بني النّضير من المدينة بسبب نقضهم العهد ، ساروا إلى خيبر. وخرج جماعة منهم عبد الله بن سلّام بن أبي الحقيق النّضري ، وحييّ بن أخطب ، وكنانة بن أبي الحقيق (الرّبيع) ، وهوذة بن قيس الوالبي ، وأبو عمارة الوالبي إلى مكّة قاصدين أبا سفيان لعلمهم بشدة عداوّته للنّبيّ صلىاللهعليهوآله وتشوّقه إلى إراقة الدّماء والقتال لما ناله هو وزوّجته هند ـ أمّ معاوية ـ منه صلىاللهعليهوآله يوم بدر ـ ،