وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من طلب رضا مخلوق بسخط الخالق سلّط الله عليه ذلك المخلوق»(١).
وأوضح مثال على هذه الحقيقة جزاء ابن زياد لابن سعد. قاتل هذا الحسين عليهالسلام طمعا في ملك الرّي ، فحرمه من الملك ، ثمّ سلّط الله عليه المختار (٢) فذبحه على فراشه ، وحرمه الحياة. (فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (٣).
ولبى أصحاب الحسين نداءه ، ورحلوا معه ، وبذلوا مهجهم دونه طلبا لمرضاة الله ، ورغبة بلقائه وثوابه ، فلقد كان حنظلة بن أسعد الشّبامي (٤) يوم الطّفّ يقف بين يدي الحسين يقيه السّهام ، والرّماح ، والسّيوف بوجهه ونحره ، وينادي يا قوم! إنّي أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب ، مثل قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، والّذين من بعدهم : (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ) (٥) ، (وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) (٦). يا قوم لا تقتلوا حسينا : (فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ
__________________
(١) انظر ، تحف العقول : ٥٢.
(٢) انظر ، تأريخ الطّبري ، «ثورة المختار» : ٤ / ٤٨٧ ـ ٥٧٧ و : ٧ / ١٤٦ ، الفرق بين الفرق : ٣١ ـ ٣٧ ، الكامل لابن الأثير : ٤ / ٨٢ ـ ١٠٨ ، الحور العين : ١٨٢ ، الأخبار الطّوال : ٢٨٢ ـ ٣٠٠ ، أخبار اليمن : ٣٢ ، الفاطميون في مصر : ٣٤ ـ ٣٨.
(٣) الرّوم : ٤٧.
(٤) الشّبامي : شبام بطن من همدان ، من القحطانية (يمن ، عرب الجنوب) كوفي.
(٥) غافر : ٣١.
(٦) غافر : ٣٠ ـ ٣٢.