فقد برز اليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك وكنا اذا اشتقنا الى نبيك نظرنا اليه ، اللهم امنعهم بركات الأرض وفرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترضى الولاة عنهم ابدا فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا ، وصاح يا ابن سعد قطع الله رحمك ولا بارك لك في أمرك وسلط عليك من يذبحك بعدي على فراشك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم رفع صوته وتلا (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١) فشد علي على الناس وهو يقول :
انا علي بن الحسين بن علي |
|
نحن وبيت الله (٢) اولى بالنبي |
تالله لا يحكم فينا ابن الدعي |
|
اضرب بالسيف احامي عن أبي |
ضرب غلام هاشمي علوي |
فجعل يشد عليهم ثم يرجع الى أبيه فيقول : يا أباه العطش ، فيقول له الحسين عليهالسلام: اصبر حبيبي فانك لا تمسي حتى يسقيك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بكأسه وفي رواية انه قال : يا ابه العطش قتلني وثقل الحديد اجهدني فهل الى شربة من الماء سبيل ، فبكى الحسين عليهالسلام وقال : وا غوثاه يا بني من اين آتي لك بالماء قاتل قليلا فما أسرع ما تلقى جدك محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فيسقيك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها ابدا ، فجعل يكر كرة بعد كرة وأهل الكوفة يتقون قتله ، فقتل أربعة وأربعين رجلا على رواية الصدوق في الأمالي ، وعلى رواية محمد بن أبي طالب تمام المائتين ولم يذكره غيره فيما علمناه ، فنظر اليه مرة بن منقذ العبدي فقال : علي اثام العرب ان هو فعل مثل ما أراه يفعل ومر بي ان لم أثكله امه ، فمرّ يشد على الناس كما كان يفعل فاعترضه
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآيتان (٣٣ ـ ٣٤).
(٢) ورب البيت خ ل.