مرة بن منقذ وطعنه بالرمح ، وقيل بل رماه بسهم فصرعه ، فنادى يا أبتاه عليك السلام هذا جدي يقرئك السلام ويقول لك : عجل القدوم علينا ، واعتوره الناس فقطعوه بأسيافهم ، فجاء الحسين عليهالسلام حتى وقف عليه وقال : قتل الله قوما قتلوك يا بني ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول على الدنيا بعدك العفا ، وخرجت زينب بنت علي عليهماالسلام وهي تنادي يا حبيباه ويا ابن أخاه وجاءت فاكبت عليه فجاء الحسين عليهالسلام فأخذ بيدها وردها الى الفسطاط ، وأقبل بفتيانه وقال : احملوا أخاكم فحملوه من مصرعه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه.
وبرز عبد الله بن مسلم بن عقيل بن ابي طالب وامه رقية بنت علي بن ابي طالب عليهالسلام وهو يرتجز ويقول :
اليوم القى مسلما وهو ابي |
|
وفتية بادوا على دين النبي |
ليسوا بقوم عرفوا بالكذب |
|
لكن خيار وكرام النسب |
من هاشم السادات أهل الحسب |
فقتل ثلاثة رجال (١) ، فرماه عمرو بن صبيح الصيداوي بسهم ، فوضع عبد الله يده على جبهته يتقيه فأصاب السهم كفه ونفذ الى جبهته فسمرها فلم يستطع ان يحركها ، ثم طعنه أسيد بن مالك بالرمح في قلبه فقتله وعمرو بن صبيح هذا أخذه المختار وطعنه بالرماح حتى مات وقيل ان قاتل عبد الله بن مسلم زيد بن رقاد (ورقاء خ ل) وكان يقول : رميته بسهم وكفه على جبهته يتقي النبل فأثبت كفه في جبهته فما استطاع ان يزيل كفه عن جبهته ، وقال : حين رميته : اللهم انهم استقلونا واستذلونا فاقتلهم كما قتلونا ، ثم رماه بسهم آخر وكان يقول : جئته وهو ميت فنزعت سهمي من جوفه ولم أزل انضنض
__________________
(١) قال ابن شهر اشوب انه قتل ثمانية وتسعين رجلا في ثلاث حملات ولم يذكر ذلك غيره فيما علمناه (منه).