يا ابن رسول الله ، فيجيبه الحسين عليهالسلام ويقول : وعليك السلام ونحن خلفك ، ثم يقرأ : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) (١) حتى قتلوا عن آخرهم ، ولم يبق مع الحسين عليهالسلام سوى أهل بيته وهم : ولد علي ، وولد جعفر ، وولد عقيل ، وولد الحسن ، وولد الحسين ، فاجتمعوا يودع بعضهم بعضا ، وعزموا على الحرب وكانوا سبعة عشر رجلا في المتفق عليه (٢) ، وقيل ازيد من ذلك ، وفيهم يقول سراقة الباهلي :
عين إبكي بعبرة وعويل |
|
واندبي ان ندبت آل الرسول |
سبعة (٣) منهم لصلب علي |
|
قد ابيدوا وسبعة (٤) لعقيل |
وابن عم النبي عونا أخاهم |
|
ليس فيما ينوبهم بخذول |
وسمي النبي غودر فيهم |
|
قد علوه بصارم مسلول |
واندبي كلهم فليس اذا ما |
|
ضن بالخير كلهم بالبخيل |
لعن الله حيث حل زيادا |
|
وابنه والعجوز ذات البعول (٥) |
فخرج علي بن الحسين الأكبر وقيل الأصغر وأمه ليلى بنت ابي قره بن عروة بن مسعود الثقفية وامها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب ، وكان من أصبح الناس وجها وأحسنهم خلقا وكان عمره تسع عشرة سنة وقيل ثمان عشرة سنة وقيل خمس وعشرون سنة وهو أول قتيل يوم كربلا من آل ابي طالب ، فاستأذن أباه في القتال فاذن له ، ثم نظر إليه نظر آيس منه وأرخى عينيه فبكى ، ثم رفع سبابتيه نحو السماء وقال : اللهم كن أنت الشهيد عليهم
__________________
(١) سورة الأحزاب ، الآية (٢٣).
(٢) في حديث الرضا عليهالسلام مع ابن شبيب : وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ، فيمكن ان يكون عد معهم مسلما بن عقيل فانه وان لم يقتل مع الحسين عليهالسلام فكأنه قتل معه (منه).
(٣) تسعة خ ل.
(٤) وستة خ ل وخمسة خ ل.
(٥) وهي سمية أم زياد أو مرجانة أم عبيد الله وكانتا من البغايا ، وقصتهما مشهورة (منه).