ووضع خده على خده ، ففتح عينيه فرأى الحسين عليهالسلام فتبسم ثم صار الى ربه.
وحدث مهران مولى بني كاهل قال : شهدت كربلاء مع الحسين عليهالسلام فرأيت رجلا يقاتل قتالا شديدا لا يحمل على قوم الا كشفهم ، ثم رجع الى الحسين عليهالسلام وهو يرتجز ويقول :
أبشر هديت الرشد تلقى أحمدا |
|
في جنة الفردوس تعلو صعدا (١) |
فقلت : من هذا؟ فقالوا : أبو عمر النهشلي ، وقيل الخثعمي ، فاعترضه عامر بن نهشل فقتله واحتز رأسه ، وكان ابو عامر هذا متهجدا كثير الصلاة.
وبرز مالك بن ذودان وأنشأ يقول :
اليكم من مالك الضر غام |
|
ضرب فتى يحمي عن الكرام |
يرجو ثواب الله ذي الأنعام |
فقاتل حتى قتل.
وبرز ابراهيم بن الحصين الأسدي وهو يرتجز ويقول :
اضرب منكم مفصلا وساقا |
|
ليهرق اليوم دمي اهراقا |
ويرزق الموت ابو اسحقا |
|
اعني بني الفاجرة الفساقا (٢) |
وقاتل حتى قتل.
وكان يأتي الرجل بعد الرجل الى الحسين عليهالسلام فيقول : السلام عليك
__________________
(١) تقدمت أبيات منسوبة الى سويد بن عمرو وفيها الشطر الثاني وقريب من الشطر الأول ، كما انا بعد ان وجدناها منسوبة الى سويد المذكور وجدنا ابن شهر اشوب نسبها الى سعيد بن عبد الله الحنفي (منه).
(٢) فقتل على رواية ابن شهر اشوب أربعة وثمانين رجلا (منه).