فقاتل حتى قتل.
وفي رواية الصدوق في الأمالي انه برز عبد الله بن عروة الغفاري وهو يقول :
قد علمت حقا بنو غفار |
|
اني اذب في طلاب الثار |
بالمشرفي والقنا الخطار |
وأتاه فتيان وهما سيف بن الحارث بن سريع ومالك بن عبد الله بن سريع الجابريان (١) وهما ابناء عم واخوان لأم وهما يبكيان فقال لهما يا ابني أخي ما يبكيكما فو الله اني لأرجو ان تكونا بعد ساعة قريري العين ، فقالا : جعلنا الله فداك والله ما على أنفسنا نبكي ولكن نبكي عليك نراك وقد أحيط بك ولا نقدر على ان ننفعك (نمنعك خ ل) ، فقال : جزاكما الله يا ابني أخي بوجدكما من ذلك ومواساتكما اياي بأنفسكما أحسن جزاء المتقين (٢) ، ثم استقدما وقالا : السلام عليك يا ابن رسول الله ، فقال : وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته ، فقاتلا حتى قتلا.
وخرج غلام تركي كان للحسين عليهالسلام وكان قارئا القرآن ، فجعل يقاتل ويرتجز ويقول:
البحر من طعني وضربي يصطلي |
|
والجو من سهمي ونبلي يمتلي |
اذا حسامي في يميني ينجلي |
|
ينشق قلب الحاسد المبجل |
فقتل جماعة (٣) ثم سقط صريعا ، فجاء اليه الحسين عليهالسلام فبكى
__________________
(١) نسبة الى بني جابر بطن من همدان (منه).
(٢) في رواية ان هذا الكلام كان منه عليهالسلام مع الغفاريين (منه).
(٣) في رواية ابن شهر اشوب انه قتل سبعين رجلا.