حقا واتقى منكم واعذر
وقال أيضا :
أقسم لو كان لكم اعدادا |
|
او شطركم وليتم الأكتادا (١) |
يا شر قوم حسبا وآدا (٢) |
|
وشرهم قد علموا اندادا |
فقاتل قتالا شديدا فقتل رجلا من بني تميم اسمه بديل بن صريم ، وحمل عليه آخر من تميم فطعنه ، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن نمير على رأسه بالسيف فوقع ونزل اليه التميمي فاحتز رأسه ، فهد مقتله الحسين عليهالسلام وقال : عند الله احتسب نفسي وحماة أصحابي. وقال الحصين للتميمي : انا شريكك في قتله ، قال : لا والله قال : اعطني الرأس أعلقه في عنق فرسي ليرى الناس اني شاركتك في قتله ثم خذه فلا حاجة لي فيما يعطيك ابن زياد فأعطاه الرأس فجال به في الناس ثم رده اليه ، فلما رجع الى الكوفة علقه في عنق فرسه وكان لحبيب ابن يسمى القاسم قد راهق ، فجعل يتبع الفارس الذي معه رأس أبيه فارتاب به ، فقال : مالك تتبعني؟ قال : ان هذا الرأس الذي معك رأس ابي فاعطني اياه حتى أدفنه ، فقال : ان الأمير لا يرضى ان يدفن وأرجو ان يثيبني ، فقال : لكن الله لا يثيبك الا أسوأ الثواب ، وبكى الغلام ثم لم يزل يتبع اثر قاتل أبيه بعد ما أدرك حتى قتله وأخذ بثأر أبيه ، وذلك انه كان في عسكر فهجم عليه وهو في خيمة له نصف النهار فقتله وأخذ رأسه. وقيل ان حبيبا قتل من أصحاب ابن سعد اثنين وسبعين رجلا.
وبرز عمرو بن خالد الأزدي وهو يقول :
اليك يا نفس الى الرحمن |
|
فابشري بالروح والريحان |
__________________
(١) جمع كتد وهو ما بين الكاهل الى الظهر (منه).
(٢) الاد الصلب ، كأنه اراد ان اصلاب آبائهم التي خرجت منها نطفهم خبيثة (منه).