بني شاكر ، فقال : يا شوذب ما في نفسك ان تصنع؟ قال : ما أصنع أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى أقتل ، قال : ذلك الظن بك ، فتقدم بين يدي ابي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك وحتى أحتسبك انا فان هذا يوم ينبغي لنا ان نطلب فيه الأجر بكل ما نقدر عليه فانه لا عمل بعد اليوم وانما هو الحساب ، وتقدم شوذب فقال : السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته استودعك الله ، ثم قاتل حتى قتل ، وتقدم عابس فقال : يا أبا عبد الله اما والله ما أمسى على وجه الأرض قريب ولا بعيد أعز علي ولا أحب إلي منك ، ولو قدرت على ان أدفع عنك الضيم او القتل بشيء أعز من نفسي ودمي لفعلت ، السلام عليك يا أبا عبد الله أشهد الله اني على هداك وهدى أبيك ، ثم مضى بالسيف مصلتا نحوهم وبه ضربة على جبينه ، قال ربيع بن تميم الحارثي : فلما رأيته مقبلا عرفته وقد كنت شاهدته في المغازي وكان أشجع الناس ، فقلت : أيها الناس هذا الأسد الأسود هذا ابن شبيب (ابي شبيب خ ل) القوي لا يخرجن اليه أحد منكم أرموه بالحجارة فرموه حتى قتل ، وفي رواية انه أخذ ينادي الا رجل لرجل فتحاماه الناس لشجاعته ، فقال لهم ابن سعد : ارضخوه بالحجارة فرموه بالحجارة من كل جانب ، فلما رأى ذلك القى درعه ومغفرة وشد على الناس فهزمهم بين يديه ، قال الرواي : فو الله لقد رأيته يطرد أكثر من مائتين من الناس ، ثم أحاطوا به من كل جانب فقتلوه ، فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة كل يقول : انا قتلته ، فقال ابن سعد : لا تختصموا هذا لم يقتله انسان واحد حتى فرق بينهم بهذا القول.
وبرز حبيب بن مظاهر الأسدي وهو يقول :
انا حبيب وابي مظاهر |
|
فارس هيجاء وحرب تسعر |
أنتم أعد عدة وأكثر |
|
ونحن أعلى حجة وأظهر |
وأنتم عند الوفاء أغدر |
|
ونحن أوفى منكم وأصبر |