فقاتل قتال الأسد الباسل وبالغ في الصبر على الخطب النازل حتى سقط بين القتلى وقد أثخن بالجراح ، فلم يزل كذلك وليس به حراك حتى سمعهم يقولون قتل الحسين عليهالسلام ، فتحامل وأخرج سكينا من خفه وجعل يقاتل حتى قتل رضوان الله عليه ، فكان آخر من بقي من أصحاب الحسين عليهالسلام.
وخرج زهير بن القين وهو يرتجز ويقول :
انا زهير وانا ابن القين |
|
اذودكم (١) بالسيف عن حسين |
ان حسينا احد السبطين |
|
من عترة البر التقي الزين |
ذاك رسول الله غير المين |
|
أضربكم ولا أرى من شين |
يا ليت نفسي قسمت قسمين |
ثم قال مخاطبا للحسين عليهالسلام (٢)
أقدم هديت هاديا مهديا |
|
اليوم تلقى جدك النبيا |
وذا الجناحين الفتى الكميا |
|
وأسد الله الشهيد الحيا |
وحسنا والمرتضى عليا |
فقاتل قتالا شديدا حتى قتل على رواية تسعة عشر رجلا وعلى رواية أخرى مائة وعشرين رجلا ، فشد عليه كثير بن عبد الله الشعبي ومهاجر بن اوس التميمي فقتلاه ، فقال الحسين عليهالسلام حين صرع زهير : لا يبعدك الله يا زهير ولعن قاتلك ، لعن الذين مسخوا قردة وخنازير.
وجاء عابس بن شبيب (ابي شبيب خ ل) الشاكري ومعه شوذب مولى
__________________
(١) أردكم خ ل.
(٢) سيأتي نسبة أبيات تشبه هذه الأبيات مع بعض التغيير الى الحجاج بن مسروق (منه).