وما بدلوا تبديلا ، ودنا منه حبيب فقال : عز علي مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة ، فقال له مسلم قولا ضعيفا : بشرك الله بخير ، ثم قال له حبيب : لو لا اني اعلم اني في الأثر من ساعتي هذه لأحببت أن توصيني بكل ما أهمك ، فقال له مسلم : فاني أوصيك بهذا وأشار الى الحسين عليهالسلام فقاتل دونه حتى تموت ، فقال له حبيب : لأنعمنك عينا ثم مات رضوان الله عليه ، وصاحت جارية له يا سيداه يا ابن عوسجاه ، فنادى أصحاب ابن سعد مستبشرين قتلنا مسلما بن عوسجة ، فقال شبث بن ربعي : ثكلتكم أمهاتكم اما أنكم تقتلون أنفسكم بأيديكم وتذلون أنفسكم لغيركم ، أتفرحون بقتل مسلم بن عوسجة ، اما والذي أسلمت له لرب موقف له في المسلمين كريم ، لقد رأيته يوم اذربيجان قتل ستة من المشركين قبل ان تلتئم خيول المسلمين.
ثم تراجع القوم الى الحسين عليهالسلام ، فحمل شمر في الميسرة على ميسرة أصحاب الحسين عليهالسلام فثبتوا له وطاعنوه وحملوا على الحسين عليهالسلام وأصحابه من كل جانب ، وقاتلهم أصحاب الحسين عليهالسلام قتالا شديدا ، فأخذت خيلهم تحمل وانما هي اثنان وثلاثون فارسا ، فلا تحمل على جانب من خيل الكوفة الا كشفته ، فلما رأى ذلك عروة (عزرة خ ل) بن قيس وهو على خيل أهل الكوفة بعث الى ابن سعد ، اما ترى ما تلقى خيلي هذا اليوم من هذه العدة اليسيرة ابعث اليهم الرجال والرماة.
وقاتل أصحاب الحسين عليهالسلام القوم أشد قتال خلقه الله حتى انتصف النهار فبعث ابن سعد الحصين بن نمير في خمسمائة من الرماة فاقتتلوا حتى دنوا من الحسين عليهالسلام وأصحابه ، فلما رأوا صبر أصحاب الحسين عليهالسلام تقدم الحصين الى أصحابه ان يرشقوا أصحاب الحسين عليهالسلام بالنبل فرشقوهم ، فلم يلبثوا ان عقروا خيولهم وجرحوا الرجال وبقي الحسين عليهالسلام وليس معه فارس واشتد القتال بينهم فقاتلوهم أشد قتال