خلقه الله ولم يقدروا ان يأتوهم الا من جانب واحد لاجتماع أبيتهم وتقارب بعضها من بعض ، فأرسل عمر بن سعد الرجال ليقوضوها عن ايمانهم وشمائلهم ليحيطوا بهم ، وأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين عليهالسلام يتخللون البيوت فيقتلون الرجل وهو يقوض وينهب فيرمونه عن قريب فيصرعونه فيقتلونه ، فقال ابن سعد : احرقوها بالنار فأحرقت ، فقال لهم الحسين عليهالسلام : دعوهم يحرقوها فانهم اذا فعلوا ذلك لم يجوزوا اليكم فكان كما قال.
وقيل ان شمرا حمل حتى بلغ فسطاط الحسين عليهالسلام فطعنه بالرمح ونادى علي بالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله ، فصاحت النساء وخرجن ، وصاح به الحسين عليهالسلام أنت تحرق بيتي على أهلي أحرقك الله بالنار ، فقال حميد بن مسلم : أتقتل الولدان والنساء والله ان في قتل الرجال لما يرضى به أميرك فلم يقبل ، فأتاه شبث بن ربعي فقال : أفزعنا النساء ثكلتك أمك فاستحيا وانصرف. وحمل شمر بن ذي الجوشن في أصحابه على أصحاب الحسين عليهالسلام ، فحمل عليهم زهير بن القين في عشرة رجال من أصحاب الحسين عليهالسلام ، فكشفوهم عن البيوت وقتلوا ابا عذرة (عزرة خ ل) الضبابي من أصحاب شمر ، وعطف عليهم شمر فقتل منهم ورد الباقين الى مواضعهم.
وكان يقتل من أصحاب الحسين عليهالسلام الواحد والاثنان فيبين ذلك فيهم لقلتهم ، ويقتل من أصحاب ابن سعد العشرة فلا يبين ذلك فيهم لكثرتهم.
وقتل ابو ثمامة الصائدي ابن عم له كان عدوه ، وحضر وقت صلاة الظهر فقال ابو ثمامة الصيداوي للحسين عليهالسلام : يا أبا عبد الله نفسي لنفسك الفداء هؤلاء اقتربوا منك ولا والله لا تقتل حتى أقتل دونك وأحب ان ألقى الله