واصحابك ، فكيف بهم الآن وقد قتلوا اخوانك الصالحين ، قال : صدقت جعلت فداك أفلا نروح الى ربنا ونلحق باخواننا؟ قال : بلى رح الى ما هو لك خير من الدنيا وما فيها والى ملك لا يبلى ، فقال : السلام عليك يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليك وعلى أهل بيتك وجمع بيننا وبينك في الجنة ، فقال الحسين عليهالسلام : آمين آمين ، وتقدم فقاتل قتالا شديدا فحملوا عليه فقتلوه.
وبرز مسلم بن عوسجة وهو يرتجز ويقول :
ان تسألوا عني فاني ذو لبد |
|
من فرع قوم من ذرى بني أسد |
فمن بغانا حائد عن الرشد |
|
وكافر بدين جبار صمد |
فقاتل قتالا شديدا :
وصاح عمرو بن الحجاج بالناس يا حمقاء أتدرون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان أهل المصر وأهل البصائر وقوما مستميتين لا يبرز اليهم منكم أحد ، والله لو لم ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم ، فقال ابن سعد : صدقت ، ثم أرسل الى الناس من يعزم عليهم ان لا يبارز رجل منكم رجلا منهم وصاح عمرو بن الحجاج يا أهل الكوفة الزموا طاعتكم وجماعتكم لا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الامام ، فسمعه الحسين عليهالسلام فقال : يا عمرو أعليّ ، تحرض الناس ، انحن مرقنا من الدين ام أنتم ، والله لتعلمن لو قبضت أرواحكم ومتم على أعمالكم اينا المارق.
ثم حمل عمرو بن الحجاج في أصحابه على الحسين عليهالسلام من نحو الفرات فاضطربوا ساعة ، فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي رحمة الله عليه وبقي به رمق ، وانصرف عمرو بن الحجاج وأصحابه وانقطعت الغبرة فاذا مسلم صريع ، فمشى اليه الحسين عليهالسلام ومعه حبيب بن مظاهر ، فقال الحسين عليهالسلام : رحمك الله يا مسلم فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر