لا تنال شفاعة محمد قوما اهرقوا دماء ذريته وأهل بيته وقتلوا من نصرهم وذب عن حريمهم ، فأمره الحسين عليهالسلام فرجع.
ولما رأى الحر بن يزيد ان القوم قد صمموا على قتال الحسين عليهالسلام قال لعمر بن سعد : أمقاتل انت هذا الرجل؟ قال : اي والله قتالا أيسره ان تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي ، قال : فما لكم فيما عرضه عليكم رضى ، قال : اما لو كان الأمر الي لفعلت ولكن اميرك قد ابى ، فاقبل الحر حتى وقف من الناس موقفا ومعه رجل من قومه يقال له قرة بن قيس ، فقال له : يا قرة هل سقيت فرسك اليوم؟ قال : لا ، قال : فما تريد ان تسقيه ، قال : قرة فظننت والله انه يريد أن يتنحى فلا يشهد القتال فكره ان أراه حين يصنع ذلك ، فقلت له : لم اسقه وانا منطلق فأسقيه ، فاعتزلت ذلك المكان الذي كان فيه فو الله لو اطلعني على الذي يريد لخرجت معه الى الحسين عليهالسلام ، فأخذ الحر يدنو من الحسين عليهالسلام قليلا قليلا ، فقال له المهاجر بن اوس : ما تريد يا ابن يزيد أتريد ان تحمل فلم يجبه وأخذه مثل الأفكل وهي الرعدة ، فقال له المهاجر : ان أمرك لمريب والله ما رأيت منك في موقف قط مثل هذا ولو قيل لي من أشجع أهل الكوفة ما عدوتك فما هذا الذي أرى منك ، فقال الحر : اني والله أخير نفسي بين الجنة والنار فو الله اني لا اختار على الجنة شيئا ولو قطعت وحرقت ، ثم ضرب فرسه قاصدا الى الحسين عليهالسلام ويده على رأسه وهو يقول : اللهم اليك أنيب فتب علي فقد ارعبت قلوب اوليائك واولاد بنت نبيك ، وقال للحسين عليهالسلام : جعلت فداك يا ابن رسول الله انا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق وجعجعت بك في (الى خ ل) هذا المكان ، وما ظننت ان القوم يردون عليك ما عرضته عليهم ولا يبلغون منك هذه المنزلة ، والله لو علمت انهم ينتهون بك الى ما أرى ما ركبت مثل الذي ركبت ، واني قد جئتك تائبا مما كان مني الى ربي مواسيا لك بنفسي