ثم قال ادعوا لي عمر بن سعد فدعي له وكان كارها لا يحب ان يأتيه ، فقال : يا عمر أنت تقتلني وتزعم ان يوليك الدعي ابن الدعي بلاد الري وجرجان ، والله لا تتهنى بذلك ابدا عهدا معهودا فاصنع ما أنت صانع ، فانك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة ، ولكأني برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة يتراماه الصبيان ويتخذونه غرضا بينهم ، فاغتاظ ابن سعد من كلامه ثم صرف بوجهه عنه ونادى بأصحابه ما تنتظرون به احملوا بأجمعكم انما هي اكلة واحدة.
وخرج زهير بن القين على فرس له ذنوب شاك في السلاح ، فقال : يا أهل الكوفة بدار من عذاب الله بدار (نذار خ ل لكم) ان حقا على المسلم نصيحة المسلم ونحن حتى الآن أخوة على دين واحد ما لم يقع بيننا وبينكم السيف فاذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا نحن أمة وأنتم امة ، ان الله قد ابتلانا (١) واياكم بذرية محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم لينظر ما نحن وأنتم عاملون ، انا ندعوكم الى نصره وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد ، فسبوه وأثنوا على ابن زياد ، فقال لهم : يا عباد الله ان ولد فاطمة احق بالود والنصر من ابن سمية ، فان كنتم لم تنصروهم فأعيذكم بالله ان تقتلوهم ، فلعمري ان يزيد يرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين عليهالسلام ، فرماه شمر بسهم وقال : اسكت اسكت الله نامتك (٢) ابرمتنا (٣) بكثرة كلامك ، فقال زهير : يا ابن البوال على عقبيه ما اياك اخاطب انما انت بهيمة والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين وابشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم ، فقال شمر : ان الله قاتلك وصاحبك عن ساعة ، قال : أفبالموت تخوفني والله للموت معه احب الي من الخلد معكم ، ثم رفع صوته وقال : عباد الله لا يغرنكم من دينكم هذا الجلف الجافي فو الله
__________________
(١) اختبرنا (منه).
(٢) في الصحاح قولهم أسكت الله نامته أي ما ينم عليه من حركته (منه).
(٣) يقال : ابرمه أي أمله وأضجره (منه).