أن ينعتها بذلك بل التقية مبدأ قرآني نصّ عليها في العديد من الآيات . وإذا كان الشيعة يطبقون التقيّة فلأنهم يلتزمون بتطبيق آيات القرآن وهل في هذا انحراف أو خروج عن جادّة الحقّ .
لقد أشار القرآن الكريم إلى التقيّة ومدح العاملين بها ، قال الله تعالى : ( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ) ١ ( إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) ٢ ( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ ) ٣ فهذه الآيات المباركة وغيرها تدل صراحة على جواز التقية .
ثمّ إنّ التقية يلجأ اليها في حالة دفع الضرر والخوف على الدين أو النفس أو العرض أو المال ، وهذا أمر فطري طبيعي عند كلّ إنسان ، ولو أنّ هذا الكاتب واجهته بعض الظروف القاسية التي تهدد حياته أو ماله أو عرضه لما كان له مناص عن التقية ولعلم أنّ التقيّة حقّ لا ريب فيه ، وقد أقرّ علماء السنّة بهذه الحقيقة فيما ألّفوه من الكتب الفقهيّة ، ولكن هذا الكاتب لا يكلف نفسه حتى بقراءة كتب مذهبه فضلاً عن كتب غيرهم . والمهم انّ التقيّة أمر طبيعي لا يخالف الدين والعقل ، وليست هي نفاقاً ، كما
__________________
١) سورة النحل ، الآية ١٠٦ .
٢) سورة آل عمران ، الآية ٢٨ .
٣) سورة غافر ، الآية ٢٨ .