نزعات من العصبيات الجاهلية .
فإنّ الخلاف في شأن الخلافة لن يأخذ صورة يوم السّقيفة ، ولن يقف عند حدود هذا اليوم ، بل سيكون خلافاً عاصفاً متسع الجوانب ، مختلف الوجوه ، إن سلّم بها الأنصار للمهاجرين فبحسب الخلاف شناعة وسوء عاقبة أن يقع بين المهاجرين أنفسهم ، وأن يتنازعوا « الخلافة » فيما بينهم ، بيتاً بيتاً ، وبطناً بطناً ، وقبيلة قبيلة ، إنّهم لن يلتقوا أبداً الّا في ساحة الحرب وميدان القتال ١ .
وأعقب ذلك حدث آخر ـ يضاف إلى حوادث الإختلاف ـ وهو ما جرى بين القوم وبين بني هاشم ، وخصوصاً الصّديقة الزهراء عليهاالسلام .
يقول ابن قتيبة في كتابه الإمامة والسياسة : فجاء (عمر) فناداهم وهم في دار عليّ ، فأبوا ان يخرجوا فدعا بالحطب ، وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة ؟! فقال : وإنْ ٢ .
__________________
١) من حياة الخليفة عمر بن الخطاب لعبدالرحمن البكري : ص ٨٤ عن كتاب عمر بن الخطاب لعبدالكريم الخطيب : ص ٧٢ .
٢) الامامة والسياسة : ج ١ ص ١٢ الطعبة الأخيرة ١٣٨٨ هـ ـ ١٩٦٩ م مطبعة البابي الحلبي بمصر .