بالمكاره ، والنار محفوفة بالشهوات(١).
يا هشام! من كفّ نفسه عن أعراض الناس أقاله الله عثرته يوم القيامة ، ومن كفّ غضبه عن الناس كفّ الله عنه غضبه يوم القيامة(٢).
يا هشام! إنّ العاقل لا يكذب وإن كان فيه هواه.
يا هشام! وُجِدَ في ذؤابة سيف رسول الله صلى الله عليه وآله : إنّ أعتى الناس على
____________
«والبطن وما وعى» أي ما جمعه من الطعام والشراب بأن لا يكونا من حرام.
«البلى» الاندراس والاضمحلال في القبر.
قال في النهاية ٥/٢٠٧ : الاستحياء من الله حقّ الحياء : أن لا تنسوا المقابر والبلى ، والجوف وما وعى : أي ما جمع من الطعام والشراب حتّى يكونا من حلّهما.
(١) «محفوفة بالمكاره» المحفوفة : المحيطة. والمكاره : جمع مكرهة ، ما يكرهه الاِنسان ويشقّ عليه. والمراد أنّ الجنّة محفوفة بما تكره النفس من الاَقوال والاَفعال فتعمل بها ، فمن عمل بها دخل الجنّة.
«والنار محفوفة بالشهوات» أي محفوفة بلذّات النفس وشهواتها ، فمن أعطى نفسه لذّاتها وشهوتها دخل النار.
أشار عليه السلام إلى الحديث المتواتر المشهور «حفّت الجنّة بالمكاره (بالشهوات) ، وحفّت النار بالشهوات (بالمكاره)» والمرويّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاَئمّة من آله عليهم السلام ، انظر :
الزهد ـ لابن المبارك ـ : ٣٢٥/٩٢٥ ، مسند أحمد بن حنبل ٢/٢٦٠ و ٣٨٠ ، و ٣/١٥٣ و ٢٥٤ و ٢٨٤ ، سنن الدارمي ٢/٣٣٩ ، الجامع الصحيح للترمذي ٤/٦٩٣ ح ٢٥٥٩ ، الشريعة ـ للآجري ـ : ٣٩٠ ، الكامل في ضعفاء الرجال ٥/١٧٩٦ ، و ٧/٢٦٦١ ، تاريخ بغداد ٤/٢٥٥ ، و ٨/١٨٤ ، شرح السُنّة : ٥١٦ ، الجامع لاَحكام القرآن ٤/٢٨ ، البداية والنهاية ١٢/١٣ (صدره) ، المغني عن حمل الاَسفار ٤/٥٧ (المطبوع مع إحياء علوم الدين) ، الدرر المنتثرة في الاَحاديث المنتشرة ٦٦/١٩٣ ، كنز العمّال ٣/٣٣٢ ح ٦٨٠٥ ، كشف الخفاء ومزيل الاِلباس ١/٤١٦ ح ١١٠٧ و ٤٣٤ ح ١١٥٢ ، إتحاف السادة المتّقين ٨/٦٢٦.
(٢) «أقاله الله عثرته» العثرة : الزلّة ، والمراد المعاصي ، والاِقالة في الاَصل فسخ البيع بطلب المشتري : والاستقالة طلب ذلك ، والمراد هنا تجاوز الله وترك العقاب الذي اكتسبه العبد بسوء فعله فكأنّه اشترى العقوبة وندم فاستقال.