مقدّمة التحقيق :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي عطف على أوليائه وخاصّته ، ولطف بهم بما أراهم من أسرار ملكوته ومملكته ، وكشف الحجب بينهم وبين عظمة ربوبيّته ، فأشرقت على سرائر قلوبهم شموس إقباله ، وتحقّقت بصائرهم بما شاء من مقدّس جلاله ، فعصمهم بتلك الهيبة أن يقع في حضرته الاشتغال عنه منهم ، واشتغلوا بمراقبته جلّ جلاله عنهم.
والصلاة والسلام على نبيّه محمّـد ، أعظم واعٍ لمراده ومقصوده ، وأكمل داعٍ إلى الوقوف عند حدوده.
وعلى أخيه ووزيره أمير المؤمنين ، ويعسوب الدين.
وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين.
وبعـد :
فإنّه ليس من العجيب أن نرى كثيراً من علماء سلفنا الصالح يغتنمون فرصة الاتّصال بإمام زمانهم ، ويطلبون منه أن يملي عليهم ممّا زاده الله من علمٍ وفضلٍ ، فحينها يوصيهم بوصايا يعدّونها أغلى شيء عندهم لا لشيء سوى أنّهم يجدونها إكمال نقصٍ ، وتوجيهاً للخير والسعادة ، لا سيّما كان الموصي شخصيّة إسلاميّة قد جبلت على الخير والعطاء ، فهو يتوخّى لهم