[المقام الأول]
أما الأول (١) : فلأنه إن أراد بما اختاره من قراءة النصب كون (الأرجل) منصوبا (٢) بعطفها على (الوجوه) (٣).
فيرد عليه :
إن العطف على الوجوه مرجوع (٤) من وجوه :
لأن القرب مرجح (٥).
__________________
(١) في حاشية «ر» : «متعلّق بإماطة».
(٢) المراد هنا : «لفظ الاَرجل» ـ وهو مذكر ـ فحذف المضاف واكتفى بالمضاف إليه ، أمّا قوله ـ بعد ذلك ـ «بعطفها» أي : بعطف الاَرجل ، وإلاّ فلا بُدّ من تأنيث «منصوباً» ، فلاحظ.
(٣) هذا الوجه في تأويل قراءة النصب في الآية الكريمة (وأرجلكم إلى الكعبين هو) مختار أغلب العامّة.
انظر : تفسير السمرقندي ١/٤٨١ ، ومعالم التنزيل ٢/٢١٧ ، وإملاء ما منَّ به الرحمن : ٢٠٨ ، والتبيان في إعراب القرآن ٢/٤٢٢ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١/٢٨٤ ، والجامع لاَحكام القرآن ٦/٩١.
(٤) في «م» : «مرجوح» والصحيح ما في «ر».
(٥) وبيان ذلك : إنّه اجتمع في الآية الكريمة ـ في قراءة النصب ـ عاملان على معمول واحد ـ وهو «الاَرجل» ـ وهما :
الاَوّل : (فاغسلوا) وهو العامل البعيد عن المعمول.
الثاني : (وامسحوا) وهو العامل القريب من المعمول ، ولا يخفى أنّه إذا اجتمع عاملان على معمول واحد ، فإنّه يقتضي الاَمر إعمال الاَقرب؛ لاَنّه هو الاَوْلى ، وعليه فقراءة (وأرجلكم) بالنصب توجب المسح أيضاً.
على أنّ إعمال الاَقرب مصرّح به في شرح التسهيل ٢/١٦٤ ـ ١٧١ ، وقد أسهب في إبطال إعمال البعيد في الآية بأمثلة شتّى من القرآن الكريم وأشعار العرب ، ومثله في تهذيب الاَحكام ١/٧٢ ـ ٧٤ بعد الحديث : ١٨٨ ، وأمّا في قراءة الجر ، فالعامل هو (الباء) في قوله تعالى : (برؤوسِكم) ، فلاحظ.