قلت : الأرجل ـ من بين الأعضاء (الثلاثة المغسولة) (١) ـ تغسل بصب الماء عليها ، فكانت مظنة للإسراف (٢) المذموم المنهى عنه ، فعطفت على الرابع (٣) الممسوح (٤) لا لتمسح (٥) ، ولكن لينبه على وجوب الاقتصاد في صب الماء عليها. وقيل : (إلى الكعبين) ، فجئ بالغاية إماطة (٦) لظن ظان يحسبها ممسوحة ، لأن المسح لم يضرب له غاية في الشرع (٧). انتهى كلامه.
[تفنيد رأي الزمخشري]
وأقول : في المقامين نظر.
__________________
(١) في «ر» : «الثلاث المغسولة» ، وفي «م» : «المغسولة الثلاثة» ، والمراد بها ، هي الوجه ، واليدان بالنظر إلى مجموعها.
(٢) الاِسراف لغة : تجاوز القصد ، ومثله : السَرَف ، لسان العرب ٦/٢٤٣ ، مادة «سَرَفَ» ، ويقابله التقتير ، وهو التقصير ، قال تعالى : (وَالّذينَ إذا أَنفَقوا لَمْ يُسْرِفوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذلِكَ قَوَاماً) سورة الفرقان ٢٥ : ٦٧.
(٣) في حاشية «ر» : «وهو الرأس؛ لاَنّ أعضاء الوضوء أربعة ، فلمّا ذكر المغسولات بلفظ (الثلاثة) كان الممسوح (رابعاً) بالضرورة ، وإنْ كان ذلك في القرآن في المرتبة الثالثة».
(٤) في حاشية «ر» : «المسح للرأس (ثالث) بالنظر إلى غسل الوجه واليدين ، و (رابع) بالنظر إلى مجموع الاَعضاء المغسولة».
(٥) في حاشية «ر» : «فيه : إنّه إذا عُطِف على الممسوح ، يلزم وجوب مسحهما لا غسلهما».
(٦) في حاشية «ر» : «مفعول له».
والاِماطة لغة : إبعاد أمر عن آخر ، وتنحيته ، وإزالته ، وإذهابه ، من ماطَ ميطاً. ويتعدّى بالهمزة والحرف ، فيقال : أماطه إماطة ، وفي حديث الاستنجاء : «الحمد لله الذي أماط عنّي الاَذى».
مجمع البحرين ٤/٢٧٤ مادة «مَيّطَ» ، والمحيط في اللغة ٩/٢٣٣ مادة «مَيّطَ».
(٧) الكشّاف ـ للزمخشري ـ ١/٥٧٩.