كان يختار (١) في ديوان الاستيفاء رجل من أماثل المستوفين حسابهم ، فأهدى (٢) إليه عامل شيئا ، ويقال إنه أخذ بهذه الآية (٣) من العمال مال كثير.
فصل
في نوادر الأعراب
قال الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال :
خرجت حاجّا (٤) إلى مكة فنزلنا منزلا ، فإذا أعرابي قد جاء معه جارية سوداء وصحيفة ودواة فقال :
أفيكم من يكتب؟
فقلت : بلى.
قال : اكتب ؛ هذا ما أعتق فلان بن فلان جاريته فلانة لوجه الله ولاقتحام العقبة ، ولله عليك وعليها الحمد والمنّة. ثم قرأ : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ) (٥).
قال الأصمعي فحدثت بهذا الرشيد فأعتق ألف عبد.
قرئ (٦) بحضرة أعرابي : (فَإِنْ زَلَلْتُمْ) (٧) (مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ) (٨) (الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ) (٩) (عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
__________________
(١) في الأصل : (ينحارا).
(٢) في الأصل : (فهدى).
(٣) هناك سقط في الخبر لم نهتد إليه.
(٤) في الأصل : (حجاجا).
(٥) البلد : ١١ ـ ١٣.
(٦) في الأصل : (ثم قرى).
(٧) في الأصل : (كللتم).
(٨) في الأصل : (جائكم).
(٩) البقرة : ٢٠٩.