الباب الخامس عشر
في
ملح النوادر
فصل
في نوادر القراء وما يجري مجراهم
كان الحسن يقول :
حسبك أن الله تعالى لم يحتمل الثقلاء حتى أنزل فيهم آية : (فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ) (١).
أخذ أعمى مع عمياء ، فلم يدر صاحب الرفع كيف يكتب فقال له بعض الظرفاء :
الكتب ؛ (ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ) (٢).
سارّ بعض أصحاب الدواوين [رجلا] (٣) ، فإذا رجل (٤) في مجلسه يصغي إليه ، وما يجري بينه وبين صاحبه ، فاتهمه بالتجسس ، وأمر بضربه وحبسه ، فقال له كاتب الحبس : ما اكتب قصته؟
قال له اكتب : (اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ) (٥).
ونظر ابن عباد النميري إلى فتى خاتمه في يمينه فقال : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) (٦).
__________________
(١) الأحزاب : ٥٣.
(٢) النور : ٤٠.
(٣) زيادة ليست في الأصل.
(٤) في الأصل : (رجلا) والصواب ما أثبتناه.
(٥) الحجر : ١٨.
(٦) محمد : ٣٠.