ولابن الرومي في تشبيه خرق الناس لنوادر الطرف ، لئلا تسرق (١) كخرق الخضر السفينة ، لئلا يأخذها الملك غصبا (٢).
ربّ مضار تجرّ منفعة |
|
تدعو إليها ثواقب الفطن |
كفعلة الخضر بالسفينة إذ |
|
خاف الجلندّي مسخّر السفن (٣) |
فامتثل الناس تلك في خرقها |
|
السفا فصار لاحب السنن (٤) |
إن يوجب الدهر كدر (٥) سائله |
|
إلا به أبنة من الأبن |
ولابن الفتح كشاجم في وصف بستان (٦) :
يا حبذا يوما ونحن على |
|
رءوسنا نعقد الأكاليلا (٧) |
في جنة ذللت لقاطفها |
|
قطوفها الدّانيات تذليلا (٨) |
ولغيره :
__________________
(١) في الأصل : (لتراق الطرق ليلا يسرق).
(٢) الأبيات أخل بها ديوان ابن الرومي.
(٣) في الأصل : (الحلندى) مصحفة. والجلندى لغة الفاجر ، ويضم أوله وثانيه مقصورة : اسم ملك عمان (تاج العروس) ، وفي تفسير القرطبي لقوله تعالى : (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) ص ٤٠٧٥ أنه قيل في اسم الملك (الجلندى) ، وفي البيت إشارة لقوله تعالى في سورة الكهف عن خرق الخضر للسفينة : (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ).
(٤) في الأصل : (السنا مصار من لاحب السنين) والسفا : أي السفائن على حد قولهم : المنازل ، واللاحب : الواضح.
(٥) في الأصل : (كور) محرفة.
(٦) ديوان كشاجم ق ٣٨٢ ص ٣٨٨ ، وفي (من غاب عن المطرب ص ٧٠).
(٧) في الأصل : (تعتعد) تحريف.
(٨) في الأصل : (الدائنات) تحريف ، وفي البيت إشارة إلى قوله تعالى : (وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً) الإنسان : ١٤.