وعزّى (١) رجل الهادي (٢) عن ابن له فقال :
يا أمير المؤمنين قد كان ابنك (٣) من زينة الحياة الدنيا ، وهو الآن من الباقيات الصالحات (٤).
وعزّى بعضهم رجلا عن ابنه فقال :
سرك وهو فتنة وأحزنك (٥) وهو صلة ورحمة (٦).
وعزى ابن مكرّم (٧) رجلا عن أخيه فقال : والله ما وجدت لك ولا لأخيك مثلا إلّا قول الله تعالى : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) (٨).
وقال محمد بن عبد الملك (٩) :
إن الله ذي القوة القاهرة والمشيئة القادرة ، خلق العباد للبقاء إلى مدة ، ثم للفناء إلى رجعة ، وجعل الدنيا دار ابتلاء (١٠) وخبرة ، يحيي الله فيها عباده ؛ ليمحص الذين آمنوا ويمحق الكافرين (١١).
__________________
(١) في الأصل : (عري).
(٢) في عيون الأخبار ١ / ٧٢ : أن المعزّى موسى بن المهدي عن ابن له وفيه (وهو اليوم من الباقيات الصالحات) ، وردت هذه التعزية في قول رجل عربي عزّى غنم الفهري عن ابنه عقبة ، وقيل : كان المعزّى عقبة بن عياض عن ابنه. التعازي للمدائني ص ٢٣ ، ٢٤.
(٣) في الأصل : (انبك).
(٤) إشارة إلى قوله تعالى : (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ...) الكهف : ٤٦.
(٥) في الأصل :) فتيه وجزنك) والصواب ما أثبتناه.
(٦) هذه التعزية في العقد الفريد ٣ / ٣٠٧ هي في كتاب التعازي مع فروق في الرواية.
(٧) هو محمد بن مكرم (بتشديد الراء) بن علي بن أحمد الأنصاري. راجع فوات الوفيات ٢ / ٥٢٤.
(٨) الرعد : ١٧.
(٩) ومحمد بن عبد الملك الوزير المشهور بالزيات ، يكنى أبا جعفر. انظر تاريخ بغداد ٢ / ٣٤٢.
(١٠) في الأصل : (خيره) مصحفة.
(١١) إشارة إلى قوله تعالى : (وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ) آل عمران : ١٤١.