فصل
فيما يقع من الفتوح في ذكر الأعداء وذمهم ، وتهجينهم
وإيجاب الحجة عليهم ، وإلزامهم الذنب في هلاكهم ،
واقتصاص أحوالهم في الحرب ، وتقسّمهم (١) بين الهزيمة
والفرار ، والجرح والإسار ، والقتل والبوار
قال أبو القاسم الإسكافي (٢) في ذكر أبي علي الصاغاني :
واضطر اللّعين إلى قصره الذي أعدّه ذليلا ، لمّا نهى من عنده ألقى من (٣) لفيف من أكرمه ناصية الدين (٤) ضربت عليهم الذلة والشقاوة في مصاحبته ، وانقسم (٥) الباقون بين شر مبير ، وأمان مجير (٦). ذلك حكم الله في أمثال الغادر حيث يقول : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) (٧).
وله في ذكر ابن الجرّاح (٨) :
__________________
(١) في الأصل : (ونفسهم).
(٢) انظر خبر أبي القاسم الإسكافي وابي علي الصاغاني في إرشاد الأريب ٥ / ٣٢٩. في الأصل : (أنى) وهو خطأ والصواب : أبي علي الصاغاني وهو أحد الكتاب المترسلين ، ذكر ياقوت خبره مع علي بن محمد أبي القاسم الإسكافي وأنه أعجب به وقلده ديوان رسائله فحسن خبره إلى أن أظهر عصيانه واشترك في وقعة خرجيك. انظر أخباره ٥ / ٣٣.
(٣) في الأصل : (قصر الذي عبدا ذليلا لمن نهى من عبيد القى فني).
(٤) في الأصل : (الذين).
(٥) في الأصل : (وانقشم).
(٦) في الأصل : (سدر منير وأمان محير).
(٧) النحل : ١١٢.
(٨) في الأصل : (ذكراني الجراح). وابن الجراح : هو علي بن عيسى بن داود بن الجراح ، أحد العلماء الرؤساء من أهل بغداد ، نشأ كاتبا واستقدمه سنة ٣٠٠ ، فولاه الوزارة ، ثم حبس ، ونكب ثم أعيد إلى الوزارة. انظر المنتظم ٦ / ٣٥١.