جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) (١) ، وأن يتوخوا بمثل هذه المعاملة (٢) عمال الخراج في استيفاء حقوق ما استعملوا عليه ، واستنطاق (٣) بقاياهم فيه ، ورياضة من نسوا (٤) طاعته في معامليهم ، وإحضارهم طائعين (٥) أو كارهين بين أيديهم ، فمن أوامر الله لعباده التي يحق عليهم أن يتخذوها إربا (٦) ويجعلوها إلى رضاه سببا قال الله تعالى : (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٧).
فصل
في اختيار العمال وتوصية كل منهم ما يقتضيه شرط عمله
قال أبو إسحاق (٨) :
قال وأمره أن يتخير عماله على الخراج والأعشار والضياع والجهبذة (٩) والصدقات والجوالي (١٠) من أهل الكفاية (١١) ، والنزاهة ، والصيانة (١٢) ، والشهامة. ويستظهر عليهم به
__________________
(١) للآية تتمة وجدت في نص المختار وهي من سورة ص : ٢٦ وسقطت كلمة (الحق) من الآية.
(٢) في المختار : (وأن يتوخوا بمثل هذه المعاونة كمال الخراج) واقحمت كلمة (المغلوبة) في هذا الموضع في السياق.
(٣) في الأصل : (اسنطاف).
(٤) في الأصل : (يسبق) والتصويب من المختار.
(٥) في الأصل : (معاملتهم .. طائقين) والتصويب من المختار.
(٦) في المختار : (أدابا).
(٧) المائدة : ٢.
(٨) النص في المختار ص : ١١١ من نفس العهد السابق. وبعدها زيادة (قال).
(٩) الجهبذة : الصيرفة.
(١٠) الجوالي مال الجوالي : جمع جالية وهم الذين جلوا عن أوطانهم. مفاتيح العلوم ص : ٤٠.
(١١) في المختار : (من أهل الظلف).
(١٢) في المختار : (والغبط والشهامة).