قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الأقسام في القرآن الكريم

الأقسام في القرآن الكريم

الأقسام في القرآن الكريم

تحمیل

الأقسام في القرآن الكريم

122/200
*

سبحانه : (وَنَفْسٍ وَما سَوّاها* فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها). (١)

يقول الإمام الصادق في تفسير الآية : «بيّن لها ما تأتي وما تترك». (٢)

إنّ اللوم والعزم فرع معرفة النفس بخير الأُمور وشرّها ، فلو لم تكن عالمة من ذي قبل لم تصلح للوعظ ولا للزجر ، ولأجل ذلك ، يقول سبحانه : (أَلَمْ نَجْعَل لَهُ عَينَين* وَلِساناً وَشَفَتَيْن* وَهَدَيْناهُ النَّجْدَين). (٣)

يقول الإمام الصادق عليه‌السلام : «هداه إلى نجد الخير والشر». (٤)

ثمّ إنّ مراتب الزجر تختلف حسب صفاء النفس وكدورتها وابتعادها عن ممارسة الشر ، يقول الإمام الصادق عليه‌السلام : «إنّ الله إذا أراد بعبد خيراً طيّب روحه فلا يسمع معروفاً إلّاعرفه ولا منكراً إلّاأنكره». (٥)

نعم ، ما حباه الله سبحانه لكلّ إنسان من النفس اللوامة ، كرامة ونعمة عظيمة ، حيث يعرف على ضوئها الحسن من القبيح والخير من الشر ، ولكنّه لو مارس الشرّ مدّة لا يستهان بها ربما تعوق النفس عن القضاء في الخير بالخير والشر بالشر ، بل ربما يرى الشر خيراً والخير شراً ، وذلك فيما إذا زاوله الإنسان كثيراً بنحو ترك بصماته على روحه ونفسه وقضائه وتفكيره ، وقد أشار سبحانه إلى أنّ قبح وأد البنات وقتل الأولاد ـ لأي غاية من الغايات كانت ـ أمر يدركه كلّ إنسان ، ولكن ترى أنّ بعض المشركين يستحسن عمله هذا ويعدّه من مفاخره وكراماته ، يقول

__________________

(١) الشمس : ٧ ـ ٨.

(٢) الكافي : ١ / ١٦٣.

(٣) البلد : ٨ ـ ١٠.

(٤) الكافي : ١ / ١٦٣.

(٥) اثبات الهداة : ١ / ٨٧.