المقطع الثاني
ويمتد من الآية (١٥) إلى نهاية الآية (٢٩) وهذا هو :
(فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (٢٥) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٢٧) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٩))
التفسير :
(فَلا أُقْسِمُ) أي : فأقسم (بِالْخُنَّسِ) أي : الرواجع (الْجَوارِ) أي : السيارة ، (الْكُنَّسِ) أي : الغيب ، والراجح أن المراد بذلك الكواكب السيارة قال الألوسي : (وأخرج ابن أبي حاتم عن علي أنه قال : هي خمسة أنجم : زحل ، وعطارد ، والمشتري ، وبهرام يعني : المريخ ، والزهرة. أقول : هذه كانت معروفة عندهم ، ورجوعها وكناسها إما بالنسبة للإنسان في ليله ونهاره ، أو أن المراد بذلك رجوعها في سيرها ومسارها بشكل دائب ، والمراد بكناسها غيابها. (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) أي : أقبل بظلامه ، (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) أي : إذا أضاء. (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) هذا جواب القسم. أي : إن القرآن لقول رسول كريم. أي : جبريل عليهالسلام. قال النسفي : وإنما أضيف القرآن إليه لأنه هو الذي نزل به ، قال ابن كثير : يعني إن هذا القرآن لتبيلغ رسول كريم أي : ملك شريف ، حسن الخلق ، بهي المنظر ، وهو جبريل عليه الصلاة والسلام (ذِي قُوَّةٍ) أي : قدرة على ما يكلف