المجموعة الأولى
وتمتد من الآية (١) إلى نهاية الآية (٨) وهذه هي :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣) وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (٤) حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (٥) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (٦) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (٧) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨))
التفسير :
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) أي : قربت القيامة (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) نصفين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم آية للناس ، قال ابن كثير : (قد كان هذا في زمان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، كما ورد ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة) ولنا عودة إلى هذين الموضوعين في الفوائد. (وَإِنْ يَرَوْا) أي : وإن ير الكافرون (آيَةً) أي دليلا وحجة وبرهانا يدل على صدق سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم (يُعْرِضُوا) أي عن الإيمان. قال ابن كثير : (أي لا ينقادون له بل يعرضون عنه ويتركونه وراء ظهورهم) (وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) قال النسفي : (أي محكم قوي ... أو دائم مطرد ، أو مار ذاهب يزول ولا يبقى) ولم يذكر ابن كثير إلا الثالث فقال : (أي ذاهب ، وقاله مجاهد وقتادة وغيرهما : أي باطل مضمحل لا دوام له) وأرجح أن يكون المراد بالاستمرار ظاهره أي الدوام والاطراد ، فكأنهم أرادوا أن يقولوا أن ما يظهر على يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ظاهرة كونية مستمرة هي من باب السحر ، وليست خارقة معجزة من الله تدل على صدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم في تبليغه عن الله(وَكَذَّبُوا) النبي صلىاللهعليهوسلم (وَاتَّبَعُوا